الفيروسات ونظرية التطور

أصل الفيروسات، هل هي حقاََ مثل ما يصورونه لك؟ ام هي شيء آخر

الفيروسات وتطور الانسان : 😕

نكتة فيروسية

__ الفيروس هو طفيلي إجباري، يحتاج إلى منزل ليُعيله، خلية مثلاََ، والتي بإمكانه أن يُحول آلياتها لصالحه وإجبارها على عمل نسخ كثيرة جدًا منه، نسخ تسمى فيريون Virions. وهكذا تكرس الخلية العائلة كل طاقتها لإنتاج وتجميع الجزيئات الفيروسية. وفي النهاية، تهرب الفيروسات من هذه الخلية والتي لا تنجو بالطبع من هذه التجربة المؤلمة وتموت بعدها!

السؤال: كيف يستطيع الفيروس خداع أنظمة الإنذار والدفاع المناعي والتي تنشط عادة في الخلية حين يدخل متسلل او عدو خارجي للجسم؟

أولاً، بالتخلص من الغشاء الذي يحتوي على مستقبلات بروتينية والتي من خلالها تعرف الخلية أن هذا الجسم خارجي ام لا، ثم بعدها يطلق الفيروس جينومه المكون من خيوط من RNA (الحمض النووي الريبي). وللهروب بعدها نهائياً من تحكم الخلية، سيقوم هذا الحمض النووي الريبي بتمويه نفسه والاختباء في قلب الحمض النووي للخلية عن طريق إدخال نفس##ه في جيناتها. لكن قبل هذا، ونظرًا لأن الحمض النووي الريبي الفيروسي هو متكون فقط من خيط واحد، وبالتالي لا يمكنه الاندماج مباشرة في اللولب المزدوج للحمض النووي، فعليه أولاََ ان يقوم بعمل نسختين من الحمض النووي الريبي الخاص به لتشكيل جزيئة مزدوج السلسلة وهنا يمكنه دمج هذه النسخة للجينوم الفيروسي (provirus) في جيناتنا.

في وقت لاحق، وعندما يتم التعبير عن جيناتنا، فإن جنود الدوريات الخلوية الدفاعية هي غير قادرة على تحديد مكان هذا الفيروس المموه. وبعدها يتم التعبير عن الجينات الفيروسية وتستمر مكنة الفيروس في العمل… وهنا تبدأ العدوى….

الفيروس يمكن أن يغير من مكان إختبائه

__ بعض الفيروسات القهقرية أو الريتروفيروس لا تظهر في حياتنا أبداََ، ولربما تصادفنا مرة واحدة فقط. في هذه الحالة، صمت أو سكوت الفيروس معناه أنه تم دمجه في منطقة خاصة من حمضنا النووي، وهذه المنطقة لم نعد نستخدمها. وبذلك يفقد هذا ال provirus ضراوته لأن بروتيناته لم يعد يتم انتاجها (لأنها صامتة).

ومع ذلك، وأثناء الانقسامات الخلوية، هذا الفيروس(provirus) يتم نسخه ونقله إلى الخلايا الوليدة الجديدة، بنفس طريقة نقل بقية الجينوم (DNA). من حين لآخر (الصدفة طبعاََ)، يمكن أن تنتقل نسخة من الفيروس (provirus) إلى منطقة أخرى من الجينوم من خلال ظاهرة معقدة تعرف بالعامية باسم “قفزة الجينات” والتسلسلات النيكليوتيدية الناتجة عن هذه القفزات المتكررة للفيروس نطلق عليها إسم retro-transposons أو ترانسبوزونات. والخلايا الجنسية في العادة هي التي تتحمل هذه الظواهر بشكل أفضل لأنها قادرة على إصلاح الانكسارات أو أي خلل يحدث في الحمض النووي بسبب هذه القفزات المتكررة والعشوائية (الصدفة دائماََ موجودة ولا يهمك) 😑.

وبهذا نحن كلنا، ننقل هذه السلاسل الفيروسية إلى أحفادنا.

 __تتشكل الخلايا الجنسية في وقت مبكر جدًا أثناء تكوين الجنين وتهدف إلى إنتاج الأمشاج (الحيوانات المنوية والبويضات). أثناء تكوينها، تخضع هذه الخلايا للعديد من عمليات إعادة ترتيب الكروموسومات، مما يتسبب في كسر/إعادة لصق أجزاء هذه الكروموسومات، وهذا تحت سيطرة أنظمة إصلاح فعالة للغاية. وبالتالي فإن هذه الخلايا لها القدرة في تحمل القفزات المتكررة للجينات.

ومع كل جيل، يتضاعف عدد هذه الترانزسبونات (السلاسل الناتجة عن القفزات الجينية) وتتحرك في جينوم (DNA) خلايانا بطريقة عشوائية. عددها وموقعها، هو فريد وخاص لكل شخص أو إنسان، باستثناء التوأم الحقيقي.

خرائط الترنسبوزونات يمكنها ان تقوم بالتعرف علينا، على الفردأو الشخص وبشكل موثوق جداََ، تمامََا مثل بصمات الأصابع. وهذا ما يسمى بالبصمة الوراثية والتي تستخدمها الشرطة العلمية حالياََ في تحديد الأبوة مثلاََ.

__ الفيروسات القهقرية، retrovirus ، ونظرية التطور

هذه الفيروسات هي جهات فاعلة في التطور، ونكران نظرية التطور يحتم عليك أن تنكر وجود هذه الفيروسات، أو على الاقل نكرانها بالشكل المتعارف عليه حالياََ،

الانتشار المكثف للترانزسبونات، بسبب القفزات العشوائية، تسبب في زيادة كبيرة لحجم الجينوم (DNA) الخاص بالكائنات حقيقية النواة، والذي يمثل الآن أكثر من 90٪!
في الواقع، الثدييات التي نحن جزء منها تستخدم أقل من 5 ٪ فقط من جينومها (حمضها النووي) لإنتاج البروتينات.

أثناء عمليات القص واللصق للنسخ المتتالية، يحدث وأن يتم انتقال قطع من جيناتنا مع هذه الترنسبوزونات، ويتم وضعها بعيداََ في مكان آخر، وأحيانًا في منتصف جين آخر. في هذه الحالة، يتم تكوين جين هجين والذي يرمز في الغالب لبروتين شاذ أو سام في بعض الأحيان، ومع ذلك، وفي بعض الحالات، تجعل هذه البروتينات الخيمرية الكائن الحي الذي يرثها أكثر كفاءة، ولا تكون عنصر فاسد أو سام. (نعم هذه من مبادئ نظرية التطور 😶).
هذه الترنسبوزونات يمكن ان تفقد خاصية الحركة، لو وجدت نفسها منفصلة او بعيدة عن سلسلة نيكليوتيدية ضرورية لحركتها.

__ وتستمر الخلية حقيقية النواة في استخدام هذه التسلسلات لإعادة ترتيب جينومها بشكل دائم. هذه الخاصية، والتي تعزز التغيرات الجينية، هي في الواقع تسمح بالتكيف مع التغيرات البيئية في الأجيال المقبلة. من المؤكد أن هذه الظاهرة قد ساهمت إلى حد كبير في التطور. 😕

لتوضيح مساهمة هذه الإنتقالات في التطور 😑، هنا مثال يهمنا مباشرة:

يعتبر عضو المشيمة ضروريًا لتغذية الجنين بفضل تبادل العناصر الغذائية والغازات (الأكسجين وثاني أكسيد الكربون) بين دم الأم وجنين الجنين. وتتم هذه التبادلات من خلال نسيج يسمى الأرومة الغاذية المخلوية، syncytiotrophoblaste والتي تلعب دور الفلتر، والذي يتكون من خلال اندماج عدد كبير من الخلايا فيما بينها. هذا الاندماج الخلوي مكفول ببروتين أساسي يسمى Syncitin-1 ويؤدي فقدان هذا البروتين إلى موت الأجنة في الرحم بمجرد إنشاء الدورة الدموية للأم.

لذلك كان هذا البروتين عاملاً محددًا في ظهور الثدييات الإيثرية (والتي نحن جزء منها حسب نظرية التطور طبعاََ) والتي تعتبر الأعلى في شجرة التطور. 😛😕

هذا البروتين ليس سوى بروتين من أصل ارتجاعي (retrovirus) مستقر في جينومنا، والذي تستغله خلايا الثدييات اليوم في خصائصها الاندماجية.
والأكثر إثارة للدهشة أن الدراسات الحديثة تظهر بأن ظهور عضو المشيمة، والذي يتم بفضل هذا البروتين، يرتبط ايضاََ بالتطور المذهل للقشرة المخية، وهي منطقة من الدماغ ترتبط بالأداء المعرفي المتقن! 😛🤧

فيما يتعلق بالأداء المعرفي، تم نشر اكتشاف لا يقل إثارة للدهشة مؤخرًا:
يتم تنشيط القفزات الجينية في الدماغ البشري البالغ، عندما تنقسم الخلايا الجذعية لإنتاج خلايا عصبية جديدة. هذا يعني أن جميع الخلايا العصبية لدينا تختلف جينيا عن بعضها البعض! تساهم هذه العملية بالتأكيد في مرونة الدماغ الكبيرة واكتساب التعلم والسلوكيات التي تكمن وراء تطور جنسنا البشري. 😛🤧

من هذه الملاحظات، يمكننا أن نعترف بأن الفيروسات ليست دائمًا نواقل للأوبئة الفتاكة التي نعرفها. بل أنها تظهر كعوامل أساسية لخلق التنوع الجيني وهي محرك أساسي للتطور. اكتشاف لا يتعارض مع النموذج الدارويني ولكنه يكمله بهذه المساهمة للتعايش المشترك بيننا وبين الفيروسات.

طيب، ليش ما تقول بانها عوامل داخلية، وليش نطيت على فكرة انها اجسام غريبة خارجية، واستهدفت خلايا الانسان والحيوان، وطورتهم، ومن دونهم، لن يستطيعوا الانجاب والولادة،، 😑،،،

اترك لك الحكم، والتصديق بان الفيروسات الخارجية هي التي بسببها تطورت وتكاثرت انت كإنسان 😕 وكذلك بسببها يمكننا التعرف عليك وبدقة من خلال الحمض النووي، وهو الذي اعطاك هذه الشفرة المستعملة في تحديد الابوة،، 😑

سلام عليكم
RT😎

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s