لماذا لا تكفي بعض الحقائق لإقناع الناس بأنهم مخطئون؟

العلم المعرفي

#*لماذا لا تكفي بعض الحقائق لإقناع الناس بأنهم مخطئون؟* 😑

فبغض النظر عن ما تقوله أو مقدار الأدلة التي تضعها فوق الطاولة، لن يتمكن بعض الأشخاص من إخراج الكرة الأرضية من رؤوسهم ولن يسمعوا لك.

~ لأن تغيير النموذج الحالي للأرض يحمل في طياته الكثير من التساؤلات، ورؤيتنا للعالم تصبح مزعجة نوعا ما لهم. فموضوعات المؤامرة مثل اللقاحات أو الهندسة الجيولوجية، على سبيل المثال لا الحصر، تثير حتما استجابات متنوعة ولكن قد لا تكون شمولية مثل تلك الموجودة في مركزية الأرض وشكلها المسطح ونظامها المغلق.

# يشرح العلم المعرفي السبب في أنه من السهل على الفرد إنكار الأدلة الواقعية عوضا عن التخلي عن معتقداته وافكاره وقيمه الراسخة. وبشكل عام، يبدو أن الناس يعززون مكاسبهم المعرفية ويدافعون عنها بشدة وبسلوك عدواني، حتى عندما يكون هناك دليل دامغ ضدهم، ويعارض بشدة أفكارهم التي تربوا وترعرعوا عليها. هذا التفسير مرتبط بحقيقة رؤيتنا للعالم والتي أصبحت مهددة من طرف عناصر ملموسة وصريحة لا تسير في اتجاه رؤيتنا التي تبرمجنا عليها.

~ تركز هذه النظرية للتنافر المعرفي على كيفية سعى البشر إلى خلق حالة من الاتساق الداخلي. فحين نواجه الواقع ونجد أن ما نعتقد بأننا نعرفه يعارض وبوضوح ما يجب علينا أن نعرفه، فالعقل هنا ينسى طموح الشباب ومغامراته، ويصبح شيخ كبير ، بل يصبح طاعن في السن وفي سن أحكامه المسبقة المكتسبة والتي من الصعب عليه التخلي عنها….😏

~ تتبعت الشبكات الاجتماعية لسنوات وأشهر، وأعتقد أنني أعرف وبدقة ردود الفعل المختلفة للأشخاص الذين يكتشفون ولأول مرة أن هناك ناس يعتقدون بأن الأرض عبارة عن قرص مستوٍ. ردودهم متنوعة، لكنها عنيفة وسخيفة الى حد الشتم في بعض الأحيان.

# *لكن لماذا هذا؟*  😑

~ هذا ما ذكرناه في البداية *التنافر المعرفي* !

يرتبط هذا المفهوم بحقيقة أن الفرد يصعب عليه تصحيح الأفكار التي تم اكتسابها لفترة طويلة، من تعلم الأفكار الجديدة والتي لا يمتلك لها نموذجًا نهائيًا، تماما مثل نموذج الأرض المسطحة. تحدث هذه الظاهرة عندما تتلقى معلومات تشكك في نظام معتقداتك المكتسبة إجتماعيا، فهي ظاهرة اجتماعية أكثر من كونها فردية، لانها تعتمد في الغالب على نفسية الفرد ورؤية المجتمع من حوله. فالإنسان بطبعه اجتماعي ويخاف الخروج بمعزل عن المجموعة، حماية لنفسه بالدرجة الأولى.

~ هي ظاهرة نفسية يمكن مقارنتها بالإنسداد، والرفض التام للنظر في أي نقطة يمكنها أن تحدث تغيير جذري في معتقدك الاجتماعي. وللظاهرة إثنان من الردود الممكنة وهي:

١ – الحظر والرفض لأي معلومات تتسبب في زعزعة الأفكار الراسخة، مهما كانت نوعية وصحة هذه المعلومات. فعندما تكون المعتقدات متأصلة بعمق، فإن معظمنا سيحاول الحفاظ عليها سليمة، دون شوائب والإستماتة في مواجهة الحقيقة الجديدة والمقلقة. لأننا قد أنشأنا حصن أولي باطنه عمليات نفسية من اللاوعي، لتخفيف ونسيان ما يزعجنا. فنحول إنتباهنا إلى شيء آخر أو نحاول ترقيع  المعتقد والتشدق بقشة مهما كان ضعفها لتظل معتقداتنا سليمة، مثل دحاها وأنها بيضة النعام أو أن الكرة هو الامتداد الأمثل، أو أن مسطحة هي للناظر وفقط، أو أن الأغلبية تؤمن بها كروية، فأكيد هم على حق.. الخ. 😏

~ هذا الرد مؤلم للغاية وغير مريح وهو الأكثر شيوعًا حيث يحاول الفرد فيه التقليل من أهمية الموضوع إلى حد نسيانه وتجاهله، أو محاولة العثور على تفسير يمكن أن يعيد إلى هذه المعلومات المكتسبة والخاطئة كل شرعيتها. ولهذا السبب تجد اشخاص (مكافحة المسطحين، او دكدكدكت،،،😕🐑) أو قنوات يوتيوب تؤكد وبعناد أننا نعيش فعلا على كرة أرضية. حتى أنهم يحاولون تبرير ما لا يمكن تبريره، مثل الصور المركبة (CGI)، أو الهبوط القمري، أو التحجج بإجماع وهمي لا أصل له ولا فصل من قبل العلماء المسلمين، أو يحاولون تقديم أسامي لأشخاص أو شبه علماء يتسترون وراءهم في محاولة لإقناع أنفسهم بالوهم! 😞

من الجميل جدًا رؤية هذا النوع من السلوك الأعمى ويجب الاعتراف بأنه مثير للشفقة على المدى الطويل، خاصة وأنهم يفتقدون لأبسط الأدلة الشرعية والعقلية….

وهذا النوع خصهم الله بقوله:

قَالَ رَبِّ *إِنِّی دَعَوۡتُ قَوۡمِی لَیۡلࣰا وَنَهَارࣰا* (٥) فَلَمۡ یَزِدۡهُمۡ دُعَاۤءِیۤ إِلَّا فِرَارࣰا (٦) وَإِنِّی كُلَّمَا دَعَوۡتُهُمۡ لِتَغۡفِرَ لَهُمۡ *جَعَلُوۤا۟ أَصَـٰبِعَهُمۡ فِیۤ ءَاذَانِهِمۡ وَٱسۡتَغۡشَوۡا۟ ثِیَابَهُمۡ وَأَصَرُّوا۟ وَٱسۡتَكۡبَرُوا۟ ٱسۡتِكۡبَارࣰا* (٧)﴾ [نوح ٥-٧] ويواصل نوح عليه السلام دعوته لهم: أَلَمۡ تَرَوۡا۟ كَیۡفَ خَلَقَ ٱللَّهُ *سَبۡعَ سَمَـٰوَ ٰ⁠تࣲ طِبَاقࣰا (١٥) وَجَعَلَ ٱلۡقَمَرَ فِیهِنَّ نُورࣰا وَجَعَلَ ٱلشَّمۡسَ سِرَاجࣰا* (١٦) وَٱللَّهُ أَنۢبَتَكُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ نَبَاتࣰا (١٧) ثُمَّ یُعِیدُكُمۡ فِیهَا وَیُخۡرِجُكُمۡ إِخۡرَاجࣰا (١٨) *وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ بِسَاطࣰا* (١٩) لِّتَسۡلُكُوا۟ مِنۡهَا سُبُلࣰا فِجَاجࣰا (٢٠) قَالَ نُوحࣱ *رَّبِّ إِنَّهُمۡ عَصَوۡنِی وَٱتَّبَعُوا۟ مَن لَّمۡ یَزِدۡهُ مَالُهُۥ وَوَلَدُهُۥۤ إِلَّا خَسَارࣰا* (٢١) *وَمَكَرُوا۟ مَكۡرࣰا كُبَّارࣰا* (٢٢)﴾ [نوح ١٩-٢٢] [نوح ١٥-١٨]

وفيها قصة وعبرة لمن يسمع القول فيتبع أحسنه، والقصص القرآني فيه عبر لأولي الألباب.

    __ وَإِذَا قِیلَ لَهُمۡ تَعَالَوۡا۟ إِلَىٰ *مَاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَإِلَى ٱلرَّسُولِ* 👇

*والى الارض كيف سطحت،*الذي جعل لكم الارض فراشاََ *الذي جعل لكم الارض بساطاََ *الذي جعل لكم الارض مهداََ *الم نجعل الارض مهاداََ *وهو الذي مد الارض

ما هو ردهم في رأيك؟

قَالُوا۟ حَسۡبُنَا *مَا وَجَدۡنَا عَلَیۡهِ ءَابَاۤءَنَاۤۚ أَوَلَوۡ كَانَ ءَابَاۤؤُهُمۡ لَا یَعۡلَمُونَ شَیۡـࣰٔا وَلَا یَهۡتَدُونَ*

قال العلماء واجمع العلماء،، والأرض كروية منذ آلاف السنين وعلى هذا كان آباؤنا 😕

٢ – ردة الفعل الثانية تتمثل في كسر الجدار، أو الهداية والعودة إلى الفطرة، أو لنقل فرمطة، وهذا ما تمكن من فعله أغلبية المسطحين، وبصراحة، يجب أن نعترف بأنه شعور جميل لما تستيقظ وتمزق أشرعة الخرافة، وتمزق خيوط العنكبوت التي عششت في عقلك منذ عقود من البرمجة… وهذا الرد يأتي غالبا من ناس هداهم الله إلى الحق واعتزلوا أهلهم وما يعبدون، رغم كمية السخرية والهجومات اللاذعة التي تلقوها،  لكنهم على الحق ثبتوا، لأنها كلمة الحق وهو قائلها : والى الأرض كيف سطحت…وهو الذي جعل لكم الأرض بساطا…فراشا…مهدا…

((إِنَّمَا كَانَ قَوۡلَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ إِذَا دُعُوۤا۟ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ لِیَحۡكُمَ بَیۡنَهُمۡ أَن یَقُولُوا۟ *سَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَاۚ وَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ* )) (( *وَأَنَّا لَمَّا سَمِعۡنَا ٱلۡهُدَىٰۤ ءَامَنَّا بِهِۦۖ* فَمَن یُؤۡمِنۢ بِرَبِّهِۦ فَلَا یَخَافُ بَخۡسࣰا وَلَا رَهَقࣰا)) (( *وَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَا یَقُولُونَ وَٱهۡجُرۡهُمۡ هَجۡرࣰا جَمِیلࣰا* ))

# الأرض مسطحة RT 😎

الإعلان